الأحد، يوليو ٢٧، ٢٠٠٨

اقدم اليكى نفسى


اقدم اليكى نفسى

ها انا رجلٌ تائهٌ ضائعُ بعد سفرٍ طويل امضيته , لا اجد وطناً يضمنى ولا اجد ارضً ثابتة اضع قدمى عليها وهذا ان كان فهو منى انا .


كنت اقول فى ما مضى ان الحب ليس لمن اراد او تمنى , انما الحب لمن اراده هو , وبعدها ذكرت ان للعاشقين صفات لا يجرؤ احداً ان يصف نفسه بالحب الا اذا ملك هذه الصفات واخذت اخوض فى الحديث عن الحب زمناً ليس بقليل وكان كل ما يبهرنى وياخذ بسمتى هو اننى احب الحب ولا اريد الوقوع فيه فلقد ذكرت فيما مضى انه احدى مصادر الضعف وانا لا احب اى مصدر للضعف.


حتى اتانى الحب على غفلة منى وبادرنى قبل ان اهيىء نفسى اليه فارتفعت به رفعةً لم اكن اعلمها من قبل وكاننى بكل ما كتبته عن الحب لم اكن اعلم شعوره ولا حياته جعلنى فى نشوة دائمة وكانى سكران , وليس من شىءٍ ما يشغلنى الا بعدى عن من احببت وظللت هكذا برهةً من الزمن وكانى احلم حلماً جميلً وانا اعلم تمام العلم انه حلم .


ولكنى اردت ان احياه ولا انغص على نفسى حلمى الجميل وحينها كنت اكتب ما اشعر به ادعوا العالم كله ليرى ما صنع الحب من شاعر واديب و قد كنت فيما مضى اصف نفسى بالغلظة وقسوة القلب وقد انحل هذا مع وجود الحب وكأن الحب ادبنى , وانا فى كل هذا ما زلت احب الحب ،


احب الشوق واللهفة والولع اكثر من حبى لمن احببت الا انها اعانتنى على فهم هذا المعنى.


ولكنه كما اتانى هذا الحلم فجاة فقد ذهب عنى فجاة واستيقظت من نومى فلم اجد سوى فراشى القديم ولم اسمع سوى الاصوات التى اعتدت سماعها قبل نومى والكون كله من حولى لم يتغير غير اننى شعرت ببرد فى مشاعرى وبخواء فى قلبى بعد ما استيقظت وكأن فيه جرح وهناك دم يسيل منه ولا اعلم مصدره وذكرت نفسى مراراً وتكراراً ان هذا كان مجرد حلم كيف لى ان اجد مثل هذا الجرح .


بعدها ذبل قلبى و صار مرتعاً للحيات والعقارب فلقد اهملته وضربته ضرباً شديداً حتى يكف عن طلب ما ليس له ، و اردت ان اعلمه ان الاحلام لا تتأتى الا فى عالم الذر والاحلام ، ولا يحق لها ان تاتى الى عالم الحقيقة والا صارت الدنيا بغير مقادير تحتسب وانما فرضت علينا الاغلال لتستقيم حياتنا ،

وعلى قدر الصبر يكون الفرج وظللت هكذا زمناً احلم بمن ياتينى فى حياتى وانا مستيقظاً لانعم معه بمن حلمت به اعلمه ما تعلمته فى حلمى اصل به من الارض الى السماء فلقد عرفت الطريق.


دعوت الله كثيراً ان يلهمنى الصبر وان يغفر لى ما ارتكبت من اثام فى حق نفسى وفى حق من حولى وذهبت بنفسى لاجدها فى انس مع الله وحده , فى كل ليلةٍ ادعوه ان يبعث الى بمن تضىء حياتى واقسمت على نفسى انى اذا وجدتها فلن ادع فناً تعلمته فى حياتى من فنون الحب والحياة ولا ادعها ابداً الا وهى ملكة بحبى وهذا شرطه ان تريدنى هى كذلك .

وذات ليلة جلست اذكر ما مضى من عمرى واحبائى واصدقائى فاذا بك انت تترددين على ذاكرتى بين كل شخص والاخر وكانه هناك من بعثك داخلى ,
ترددت كثيراً فى ان اجلس على محطتك وانظر الى قطارك ثم بعدها قررت ان انظر اليه من بعيد فاذا به ينير عتمة ما فى صدرى رايت فيه بصيصاً من الامل والحياة والحب والحنان والدفء والصدق وكانك شمعةً انارت جميع ما حولى من خصال نظرت الى السماء وكانك فيها .


تكرر هذا الوقف مراراً وتكراراً حتى اردت ان اصل اليك فمددت يدى الى السماء حتى اصل اليك ولكنى ما زلت انا على فراشى .
هل انا عدت الى الاحلام مرة اخرى ام انت حقيقة استطيع ان المسها بيدى , ناديتك كثيراً ولكنك لم تسمعينى شعرت حينها انك اذا سمعتى ندائى اعطيتك قلبى وعقلى ونفسى هدية منى اليك علك تقبلينى .


اهديك قلبى بعد ان جففته من دماء كانت لجرح قديم لا اذكره معك ابداً , اريدك ان تتربعى فوق عرشه انيريه بضوئك اجعلى منه ارض خضراء تدب فيها الحياة مرة اخرى بعد ان هجرها الناس والطير وصار خراباً , فوالله لولا الله ثم انت لكان هذا القلب ذابلُ الى الان لا يرجو سوى حسن الخاتمة بعد ان هجرته المعانى الجميلة .


اليك نفسى وقلبى وعقلى هديةً منى اليك فارفعيها وارتفعى بها فلقد تعلمت فى حياتى من الفنون ما يكمن فيها سعادتنا بعد رضاء الله تعالى فاقبلى هديتى حتى تسعدى بذلك قلبى .
اريدك ملكةً متوجةً بتاج ليس فى الارض مثله فلا اكون انا ملكاً الا اذا صرتى انتى ملكتى لا تنامين الا وانا فارس يجوب باحلامك ولا تستيقظين الا وانا بين يديك وعينيك .


اعلمى اننى بقبولك قد خلقت لله ثم لك وليس امامى الا حب الله ورسوله ثم انت ولقد اخذت على نفسى عهداً ان اظل مسافرٌ اليك حتى يرمينى الهوى على شاطئك فاقبلى او لا تقبلى فلقد عزمت الرحيل وجهزت العدة والعتاد فاستقبلى جنودى اذا وصلت اليك ولا ترفضيها ففيها جواب لاسئلة لم تساليها انت وانما سألتها الايام وانا بعيد عنك


والسلام

الثلاثاء، يوليو ٢٢، ٢٠٠٨

معاً


معاً




اجلس على المائدة وحدى انظر حولى ارى وجوه الناس سعيدة ابتسم لسعادتهم ، ثم اسال نفسى ماذا يقولون عنى ،

يقولون وحيداً منتظراً من ياتيه ، ام يقولون يائس وليس له من يعبث معه ويكلمه ويجلس الى جواره ، ام انهم لا يرونى وما انا الا طيف يراهم ولا يرونه ، ام انهم يلاحظون تفقدى اياهم من اطراف عيونهم

.
حقاً انا افتقدك فى كل مكان اذهب اليه , اريدك معى اريد انسك ، حديثك عن الدنيا ، ابتساماتك المترامية ، انفاسك المثقولة بالحنين ، خجلك المتوارى تحت احمرار وجناتك ، حريتك عند شرود ذهنك ، خفقان قلبك والتقاط انفاسك عند فيح كلام الحب والمشاعر ، مللك عندما يطول الصمت ، خوفك عندما يخطفنا الزمن .


افتقد عينيك وانت بين يدى وابحث عنها وكانها قنديل بحرٍ يلدع ثم يغيب بين طيات الامواج ، افتقد كل قسمةٍ فى وجهك تدور عينى بها جميعها وكانى لن اراها مجدداً واريد حفظ بصماتها حتى اتعرف عليك عندما يتيه العقل وتفقد المعرفة .


وانت معى ليس هناك ما يشغلك غيرى ولا يشغلنى غيرك.
افتقدك يا مؤنستى وايامى وربيع حبى وزمانى.



............. والسلام.......................

الثلاثاء، يوليو ١٥، ٢٠٠٨

اناديكى



اقتربى واسمعينى:



انى احمل حنيناً وشوقاً لا اعلم لمن ؟ وهذا البحر الذى اكاد انا اغرق فيه من الحزن ؟ هل انا احتاجك حقاً ؟ ام هى فقط ملامسة منى لعالم ليس لى فيه الا الامانى ام اننى اصبحت مبعداً عن ذاك العالم الذى يعيش فيه باقى البشر من السعادة والامان .

لا اعلم سبباً لاضطرابي هذا الا اننى اعلم شيئاً واحداً اننى احتاجك.

اناديك هل تسمعينى ؟ اريدك معى هل تفهمينى؟ لعلى اريد قلباً يضمنى او لعلى اريد عقلاً يجمع شتاتى ليتنى املك كليهما فيستقيم حالى وهذا ان كان فيكون منكى.

اعلمينى جيداً يا من (ماذا اناديك اسميكى منايا ام رجائى) فان الايام علمتنى ان القلب هو موطن المشاعر وان العقل هو موطن التدبير الا ان الامر اذا كان منكى فلا يكون القلب الا موطناً لقلب اخر ولا يحكم العقل الا عقلا احب قلبه.

وكانه ليس انا من يكتب وانما فارس يجوب باحلامى.

ارى كلماتى مبعثرة لا اعلم كيف اجمع شتاتها فهل لك ان تجمعينى؟ .

(حلم) كلمة نكرة بغير تعريف اسمُ لأصل وفعلُ لمستقبل نستعين بالماضى لندرك ما نحن عليه فى الحاضر ونؤمن بالحاضر المشاهد لنعلم ماهية المستقبل الا انك انتى فى كل هذا شريكة لحلمى نعم انت شريكتى فى حلمى منذ ان كنت احلم وفى القدر انت معى فاسمعينى.

لعلنى ابحث عن معناً فى المشاعر واريدك انتى تدبيره او ارانى اهذى وكلماتى تخوننى كيف يخوننى الكلام ولم يكن يفعلها من قبل ولكن هذا دليل على اننى حقاً اريدك.

هل تعلمين ان ما بات بالامس منك فى ذكراك ما زال حاضراً ومستقبلاً لايامى واحلامى ليتك تسمعينى.

كيف اناجيك وانتى منى ؟ اين انت ؟ ليتك قريبة حتى تسمعين وقع قلمى وهو يدب فى صدرى وفى سمعى يكاد صوتك يلامس قلمى فهل تسمعينى؟


ارانى ما عدت مدركاً لضعف المشاعر ورقة الحال الا اذا كان الامر فى بعد المنال وطول السفر فاعلمى اننى اقوى مسافر فيكى فانتظرينى.

ليتك تفهمين تعقيدى او زيديه تعقيداً فما يزيد الامر عندى تعقيداً ان هذا هو بداية كلامى اليكى فاسمعينى.


.............................والسلام..........................